تصاعد احتمالية اندلاع الحرب العالمية الثالثة بسبب استخدام اوكرانيا لصواريخ “أتاكمز” الأمريكية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي ومع وجود صفقه قرن جديدة في غزة
وعلى الجانب الآخر، كان هناك اجتماع لمجلس الأمن أمس لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة، وكان هناك مقترح لوقف إطلاق النار في غزة، ولكن تم تعطيله بسبب الفيتو الأمريكي. وهناك مخطط واضح وعلني لإسرائيل بالسيطرة على الأراضي الفلسطينية، ليس فقط قطاع غزة، والمخطط هذا كان موجودًا منذ اليوم الأول في الحرب، ولكن تم التكتم عليه نسبيًا حتى يتم تهيئة الوضع له على الأرض. وقد قمت بإعداد عدة فيديوهات لشرح هذا المخطط بشكل مفصل.
اليوم لدينا العديد من الأخبار المهمة التي تتنبأ بحرب عالمية ثالثة قريبًا، أو على الأقل اشتعال الصراع في الشرق الأوسط وأوكرانيا بشكل أكبر.
قبل أن نبدأ، يجب أن نركز على مفهومين مهمين جدًا في أي صراع. الأول هو التحالفات، حيث لا يوجد صراع يتم بدون تحالف. ولا يمكن لأي قوة على الأرض أن تشن حربًا بمفردها؛ لابد لها من تحالف يدعمها، وطالما يوجد تحالف، فهذا يعني وجود مصالح مشتركة. وهذا هو المفهوم الثاني، وهو أن الصراع دائمًا ما يكون وراءه مصلحة، خاصة من قبل الداعمين. على سبيل المثال، لم تكن أوكرانيا لتستطيع أن تكمل الحرب لمدة 1000 يوم في مواجهة الحرب الروسية لولا الدعم والتحالف مع دول الناتو وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. والحقيقة أن دعم هذه الدول ليس نابعًا من الخوف على الأراضي الأوكرانية، بقدر ما هو رغبة في إضعاف روسيا كما يفهم الجميع.
لماذا روسيا بالتحديد؟ كان هناك سابقًا قبل انهيار الاتحاد السوفيتي رغبة في تفكيكه لإضعافه والمساعدة في ظهور دول جديدة غنية بالموارد تمكن القارة الأوروبية من الاستمرار على قيد الحياة، وكانت هذه الدول جزءًا من الأراضي التابعة للاتحاد السوفيتي. أما الآن، فإن الرغبة الأكبر في انهيار روسيا تكمن في جعل الصين دولة وحيدة أمام الحرب التجارية بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا من جهة والصين من جهة أخرى، لأن الشريك الذي ستعتمد عليه الصين في الحصول على بعض الأسلحة في حال نشوب حرب هو روسيا. كما يحدث حاليًا، حيث تمد الصين روسيا بأشباه الموصلات لصناعة الأسلحة المتطورة. بالإضافة إلى أن طريق الحرير يمر ببعض الأراضي الروسية إلى أوروبا.
في هذا التحالف أيضًا يوجد لاعب قديم جدًا، أمريكا التي ترغب في تحجيمه بجانب روسيا، وهو كوريا الشمالية، التي عاشت عقودًا تحت مظلة العقوبات الغربية ولم يتم إضعافها بسبب الدعم الروسي والصيني لكوريا الشمالية. والمشكلة الأكبر حاليًا هي اللاعب الجديد الذي انضم إلى التحالف ولم يكن في الحسبان، وهي إيران. فلولا دعم إيران لروسيا بتكنولوجيا الطائرات بدون طيار، وبالأخص الطائرات الانتحارية، لكانت تكلفة الحرب على روسيا ارتفعت بأكثر من أربع أضعاف.
جميع هذه التحالفات لها مصالح مشتركة، فمثلاً أوروبا لديها مصلحة في انهيار الصين بسبب تدمير الاقتصاد الأوروبي. ليس فقط بسبب السيطرة الصينية على الأسواق التي تصدر إليها أوروبا، بل لأن الصين غزت أسواق أوروبا بالبضائع الصينية، وأصبحت الشركات الأوروبية تواجه مشاكل كبيرة جدًا في التسويق داخليًا والمنافسة في السعر. كما أن هذه المشكلة تواجه أمريكا أيضًا، وأصبح من النادر جدًا في أوطاننا العربية أن تجد بضائع مكتوب عليها “صنع في أوروبا” أو “صنع في أمريكا”. هذا ما دفع أمريكا وبعض دول الاتحاد الأوروبي لفرض ضرائب مرتفعة على السلع الصينية.
والهدف الأول من هذا التحالف ليس العداء السوفيتي الأوروبي فقط، بل رغبة أوروبا وأمريكا في إضعاف روسيا لكي يسهل لهم تحجيم الصين. ولو كان العداء ناتجًا من الصراع الأوروبي السوفيتي، لما كانت ألمانيا قد انضمت إلى حلف الناتو ولا إلى الاتحاد الأوروبي، أو على الأقل لما كانت ألمانيا قد دعمت أوكرانيا بالأسلحة.
فأمريكا سمحت لأوكرانيا باستخدام صواريخ باليستية أمريكية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي بمناسبة مرور 1000 يوم على الحرب الروسية الأوكرانية. وقد تم بالفعل ضرب العمق الروسي بالأسلحة الأمريكية، وهددت روسيا بالرد على لسان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، حيث قال نصًا: “يجب على الغرب أن يقرأ العقيدة الروسية المحدثة بشكل جيد”، وهي أن بوتين أعلن عن قوانين تتعلق بالعقيدة النووية الروسية التي تسمح لروسيا بضرب أي دولة في حلف الناتو إذا تم استهداف الأراضي الروسية بأسلحة من إنتاج تلك الدولة، وتعتبر الدولة صاحبة السلاح دولة معادية.
لكنني أؤكد لك أن روسيا لن تضرب أوكرانيا بالنووي على أمل أن يقوم دونالد ترامب عند توليه الحكم بإيقاف الحرب. من المرجح أن تشن روسيا هجومًا كبيرًا جدًا على العاصمة الأوكرانية، يدمر أجزاء كبيرة منها ويجعل موقف أوكرانيا السياسي أكثر صعوبة، كونها دولة لا تستطيع حماية سماء العاصمة، مما يزيد الضغط من النازحين الأوكرانيين الذين يتوجهون إلى أوروبا في ظل دخول فصل الشتاء. كما أن روسيا بدأت في تصنيع ملاجئ ومنازل متنقلة مصممة للحماية من الضربات النووية والإشعاع، ويتم إنتاجها حاليًا على نطاق واسع. لكن هذه الخطوة أراها ورقة ضغط ضد الغرب، حيث أن روسيا تستعد لضربة نووية وتحضر لذلك عبر المنازل المتنقلة.
ننتقل الآن إلى الشق الثاني من الصراع على كوكب الأرض، وهو صراع الشرق الأوسط وحرب غزة ولبنان وعلاقتها بالانتخابات الأمريكية والنووي الإيراني ومحاولة اغتيال دونالد ترامب من قبل إيران.
حاليًا، هناك استنكار وجدل واسع ليس فقط في أمريكا، بل في جميع أنحاء العالم، بسبب اختيارات دونالد ترامب للوزراء القادمين في حكومته بعد توليه الحكم، وعلى رأسهم بيت هيغسيث، مذيع في قناة فوكس نيوز وعسكري سابق، الذي اختاره ترامب في منصب وزير الدفاع. ولم يكن هذا فقط، بل عيّن أيضًا ولي زيلدين لقيادة وكالة حماية البيئة، وهو شخص لديه مبادئ ومقالات مخالفة أساسًا للبيئة، ولا يؤمن ولا يدعم نظريات تغير المناخ. كذلك، تم اختيار الملياردير الأمريكي إيلون ماسك لتولي قيادة وزارة “الكفاءة الحكومية”، بجانب رجل الأعمال فيفيك راماسوامي. كما اختار ترامب مايك هاكابي سفيرًا لأمريكا لدى إسرائيل، وهو أول سفير يختاره ترامب، ولا يزال الوحيد إلى الآن. فما السبب وراء ذلك؟
تعالوا أشرح لكم. مايك هاكابي معروف عنه أنه محبب لدى الإسرائيليين، وأفكاره لا تدعم حل الدولتين، كما أنه لا يؤمن بوجود أرض للفلسطينيين. قد تسأل: هل يعني ذلك أن ترامب سيُدمر غزة وفلسطين؟ أقول لك: لا، بالطبع. ولكن إذا ركزت على كل الأسماء التي اختارها ترامب في حكومته، ستجد أن معظمها أسماء غير مناسبة أو اختيارات تعتمد على الولاء أكثر من الكفاءة، وهناك أسماء أخرى تستحق تلك المناصب. لكن التعيينات هذه تأتي من باب خوف دونالد ترامب من أن يتم محاربته سياسيًا خلال فترة حكمه، خاصة أن هناك أصواتًا كثيرة من الديمقراطيين غير راضية عن نتيجة الانتخابات.
وليس هذا فحسب، بل إن الكونغرس الأمريكي يسيطر عليه الآن الحزب الجمهوري، وهو حزب ترامب، وبالتالي أي قرار سيتخذه ترامب سيتم الموافقة عليه من الكونغرس. بالطبع، أجندة ترامب التي يجب تنفيذها بشكل قاطع تتعلق بمحاربة اللاجئين والتضخم في أمريكا. لذلك، قام بتعيين إيلون ماسك في الحكومة لكي يضمن استثمارات ويساعده في محاربة التضخم من خلال الدعم الذي سيقدمه له إيلون ماسك.
أما بتعيين مايك هاكابي سفيرًا لأمريكا لدى إسرائيل، فهذا له معنى واضح عكس ما يتصور البعض. دونالد ترامب يريد أن يكسب اللوبي اليهودي في فترة حكمه، ويستفيد من الدعم المالي الذي يقدمه هذا اللوبي، وبالتالي كان أول تعيين له وأول اختيار له هو تعيين سفير لإسرائيل قبل حتى أن يفكر في اختيار الوزراء أو وزير الخارجية. وهذا بالطبع عكس المعتاد، حيث كان هذا الاختيار بمثابة إرسال رسالة إلى الصهاينة واللوبي اليهودي بأن إدارة دونالد ترامب معهم، فادعموا الإدارة الحالية باستثمارات وأموال.
قد تقول: إذا كان الأمر كذلك، فهل سينفذ مخطط إسرائيل؟ أقول لك: هو سيماطل في تنفيذ هذا المخطط. هو فقط سيفرض عقوبات على برنامج إيران النووي، وتصبح إيران هي كبش الفداء بدلًا من غزة وفلسطين، لكي لا يخسر دعم الخليج والعرب، وفي الوقت نفسه يكون قد استفاد من الدعم المالي من إسرائيل واللوبي اليهودي، وأخذ ثأره من إيران في محاولة الاغتيال. كما أنه استفاد أيضًا من أموال الخليج.